قصة نوح " عليه السلآم "
كثر أبناء آدم وحواء في الأرض ، وأولادهم ، وأولاد أولادهم ، وأصبحوا شعبا كبيرا ، ومع مرور الزمن نسى الناس ربهم الذي خلقهم ؛ وصنعوا بأيديهم أصنام من الحجارة ،وسجدوا لها وعبدوها ؛ واعتقدوا أنها تنفعهم وتضرهم !
عند ذلكـ أرسل الله إليهم نوحا ليرشدهم إلى عبادة الله الواحد الأحد ، الذي خلقهم وخلق
أباهم آدم وأمهم حواء من قبلهم .
ذهب نوح إلى قومه وقال لهم:
يا قومي إنكم صنعتم هذه الأصنام بأيديكم ، ولكنكم تسجدون لها وتعبدونها كأنها إله حقيقي !!
يا قومي إن الله هو الذي خلقكم وهو الذي يعطيكم الرزق وهو الذي يرسل إليكم المطر ، فاتقوا الله وآمنوا به وحده واتركوا عبادتكم للأصنام التي لا تضر ولا تنفع
يا قومي أنا لا اطلب منكم الأجر وإنما أنصحكم لمحبتي لكم وخوفي عليكم
فعارضه الأغنياء والمتكبرون من قومه ورفضوا ترك آلهتهم بحجه أن آبائهم عبدوها قبلهم وقالوا :
من هو نوح لنسمع لكلامه انه مجنون وفقير لا قيمة له ؟!
وأما الفقراء والضعفاء فقد صدقوه وانضموا إليه وتركوا الأصنام ورجعوا لعبادة الله
وحاول نبي الله نوح إقناعهم بشتى الطرق ولكن الله طبع على قلوبهم فلم يذعنوا له وفرضوا الشروط لإيمانهم وهيا أن يطرد أتباعه الفقراء فلا يمكن أن يجتمعوا معهم فرفض نبي الله لأن دين الله نزل لكل الناس سواء غنيا أو فقيرا فلا فرق بينهم
فقالوا له :
يا نوح لقد جادلتنا وهددتنا بالعذاب فاذهب وأتنا بالعذاب الشديد الذي تخوفنا به وإذا عدت إلينا فسنرجمك !
فرجع نبي الله متألما حزينا وشكا قومه إلى الله ودعا الله أن ينزل عذابه على الكافرين ويحمي عباده المؤمنين وعند ذلك استجاب الله لدعائه وأخبره انه سيغرق الكافرين جميعا ولن ينجو إلا قومه المؤمنين وأمره إلا يتألم لما فعلوه ثم أمره بصنع سفينة عظيمة جدا وينتظر أمر الله له وعلمه صنعها .
وبدأ نوح ومعه المؤمنين بصنع السفينة دون أن يبالوا بسخرية الكافرين منهم الذين كانوا يسخرون منهم كلما مروا بهم وكانوا يصبرون عليهم ولا يكررون إلا : انتظروا وستعرفون أن وعد الله حق
وعندما انتهى نبي الله نوح من صنع السفينة أمره الله أن يحمل فيها زوج من كل نوع من أنواع الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات وأن يخزن بها الطعام والشراب لكل من بالسفينة ثم يدخل بها هو والمؤمنين ممن معه لأن الله سيرسل طوفانا عظيما سيغرق الأرض ولن ينجو إلا من كان بالسفينة .
وفى آخر يوم دخل نوح وأهله والمؤمنين إلى السفينة عدا امرأته فقد كانت من الكافرين وأقفلوا الأبواب والنوافذ وعند ذلك جاء الطوفان فهرب الكفار إلى الجبال لينجو من الماء ورأى نوح ابنه يجرى معهم نحو قمة الجبل فناداه وطلب منه الركوب فدى السفينة فرفض الابن وكان من الكافرين .
وسارت السفينة بين الأمواج العالية أياما وليالي والطوفان يرتفع ويرتفع ويغمر الجبال واغرق كل من علي الأرض
ثم أمر الله سبحانه وتعالي السماء أن تقلع والأرض أن تبلع مائها واستقرت السفينة على جبل " الجودى " وعندما أحس نوح بسكون السفينة ففتح النافذة ودخلت أشعه الشمس وعندما تأكد أن الأرض قد جفت فتح الأبواب وأخرج الحيوانات وكل من كان فيها ...وتذكر نوح ابنه الذي فقده فطلب من الله أن يرده إليه فهو من أهله والله قد وعده بتنجيتهم ولكن الله أخبره أنه ليس من أهله إنه عمل غير صالح فقد كان كافرا فتدارك نوح نفسه وطلب العفو من الله فتقبله الله وأمره أن يعيد تعمير الأرض هو وذريته وفعلا بدأوا بتعمير الأرض لكن بجيل يعبد الله وحده .